أراء و مواقف

الدكتوراه للجميع؟

تونس. الكوتيديان- حسين علي غالب بابان


أعلى شهادة أكاديمية يتم الحصول عليها بعد سنوات من الدراسة والعناء والتكاليف ، وبعدها تضع حرف “د” مرفق مع أسمك لتعريف الآخرين أنك وصلت إلى هذا المستوى الأكاديمي ، هذا ما أعرفه ببساطة عن هذه الشهادة ، لكن الآن تغير كل شيء رأسا على عقب .
الكثيرون باتوا يحصلون على شهادة دكتوراه فخرية ، صحيح أن كلمة “فخرية” معناه أن الشهادة قدمت لتكريم صاحبها لكن كلمة “دكتوراه” أعطي لها معنى أكاديميا ، هذا ما أرفضه جملة وتفصيلا فليس من الإنصاف والعدل لهذه الشريحة ” الفخرية ” أن ينعموا بمثل هكذا تميز ،وكما تقول الآية الكريمة “هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ” .
الكل الآن بات يقدم هذه الشهادات عندنا ، حتى أنني قرأت أن أحدى الجمعيات المختصة بالطفل ومن خلال حفل لجمع التبرعات دعت لحضوره أربعمائة شخصية من مكونات المجتمع ،وجميعهم من دون استثناء حصلوا على شهادة “دكتوراه فخرية ” من الجمعية لحضورهم ل الحفل أو لتبرعهم السخي .
لقد بات ما يحدث الآن، يشكل ظاهرة ، فشهادات الدكتوراه تقدم لكل من هب ودب ، مما يهز من قيمة هذه الشهادة العظيمة وهو ما قد يصيبها في مقتل ، وهذا ما لا نتمناه فالعلم هو طوق النجاة لأي مجتمع .
الحل موجود وهو بسيط للغاية ومطبق منذ وقت طويل في دول كثيرة ، وهو أن من يستخدم هذه الشهادة يصبح “منتحلا صفة ” ووصولك إلى أعلى مرحلة أكاديمية وهذا غير صحيح ، وهذا يستوجب تسليط عقوبة الإدعاء بالباطل وهو إجراء قانوني لازم.
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا