أراء و مواقف

في مخاطر فشل الاستفتا ء

تونس. الكوتيديان- استضافة رشيدة النيفر أمس في قناة التاسعة، هل هو منزه من أي شائبة ؟ ذلك ما يمكن أن يستشفه المتابع لما يجري من أحداث في تونس اليوم ، وهي على أعتاب استفتاء قد يغير خارطة السياسة في البلاد .

و هل ما كشفت عنه ، من قرار محتمل   باستقالة الرئيس  قيس سعيد وتحمل مسؤوليته بفشل  الاستفتاء  ،بمعنى  فشله في تحقيق ما وعد به ، سيبدو هذا التصريح و في هذا التوقيت من إصدار مرسوم الاستفتاء ، مثل قنبلة موقوتة ، لم  يع بعد لا السياسيون ولا عامة الشعب خطورته لفجائيته،  لأنه  ورد عن شخصية مهمة سابقة في مكتب الرئيس، وهل ما بدر عنها كان تصريحا مباشرا من الرئيس لها ، خلال لفائهما الأخير أو هو مجرد تخمين استشف من أقوال الرئيس .

 التصريح لم يأخذ بعد طابعا إعلاميا مثيرا ، ربما لانغماس الساسة على اختلاف مشاربهم  في تدارس سياقات التصريح  الحينية والمستقبلية  خاصة  ممن كانوا مع 25 جويلية  ، وكذلك  منهم ضده .

إن  اقتران  تصريح ” رشيدة النيفر “قد تكون  له تداعيات  مهمة  في قادم الأيام ، خاصة في النهضة واللفيف المتضامن  من معارضي ما يصفونه بالانقلاب، وان  الأسبوع الجديد سيكون محطة  للتداول في التصريح  عموما  ومعرفة مواقف المتابعين على اختلاف توجهاتهم لمكامن الحقيقة فيه  ، وربما البناء عليه في المرحلة القادمة من حيث التعبئة  ضد الاستفتاء بما يدفع لفشله ،  أو أن  التصريح مجرد  فقاعة  إعلامية  تريد تحريك الشارع  بكل همومه  وفي النهاية دفع  أنصار  سعيد إلى  لمطالبة له  بالاستمرار  في قيادة السفينة وفك حصار القوى المضادة لبرنامج الرئيس،  والبدء مبكرا في حملة واسعة لاستقطاب المستفتين  بمواصلة الإيمان برؤى الرئيس وخطه للجمهورية الجديدة.

لكن هذا  التصريح  قد يكون ضربة مبكرة أيضا للحوار الذي دعا إليه الرئيس ،إذ قد يدفع بالمترددين إلى صرف نظرهم نهائيا عن المشاركة خشية استقالة الرئيس في صورة فشل الاستفتاء وهو ما سيكون له الأثر البالغ على البلاد واقتصادها في قادم الأشهر التي قد تشهد نهاية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ، هذه المفاوضات التي طالت أكثر من اللازم ، وازدياد حاجات الدولة من التمويل للميزانية مع انتصاف السنة.

أن تداعيات التصريح قد لا تبرز قريبا ولكن الأيام القادمة كفيلة ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وبالتالي فرز المواقف مما قد يزيد من معاناة التونسي عموما على اختلاف موقعه الاجتماعي والاقتصادي وقد يفاقم من الازمة الممسكة بتلابيبه إلى حين أن تفرج من الله قبل العبد.