ومساء أمس الجمعة ، كان فضاء نزل صدربعل ، مسرحا لتظاهرة فريدة ، جمعت حول الموسيقى الشرقية ونظيرتها الغربية نحو 30 فنانا من ضفتي المتوسط ، فرنسا وتونس ، عزفا وإنشادا لمجموعة من المعزوفات المميزة من الموسيقى الكلاسيكية الغربية ومثلها من الشرقية تم انتقاؤها لتشكل في النهاية معزوفة للتآخي والترابط بين الشعوب التي يحاول بعض أعداء التسامح القفز عليها ، لتكريس مفاهيم قديمة كنا نضن أنها ولت وأدبرت مع فترة الاستعمار.
سهرة أمس ، التي نظمتها مؤسسة صدربعل للفنون والثقافة، محمد العموري والمعهد الوطني العالي للموسيقى والرقص في باريس، كانت ثمرة الإقامة الفنية الأولى في فندق “صدربعل ثالاسا” بالحمامات الجنوبية، وقد جذبت إليها عشاق الموسيقى في بعدها الإنساني ، لمصاحبة مجموعة الشباب القادمين من فرنسا وزملائهم من مختلف مناطق الجمهورية في تونس ، لتقديم عرض موسيقي غاية في الحرفية والذوق، في محاولة لجسر الهوة بين الشباب في الضفتين أولا وشعبيهما في المقام الثاني والتأكيد على قوة الموسيقى في إيجاد التوازن المفقود اليوم في العلاقات الإنسانية ، وهي الحالة التي طبعت الجمهور بلحظات رائعة ، والذي جسمته المقطوعات المنتقاة من الموسيقى الغربية الكلاسيكية والشرقية لفيروز ومختارات من الموسيقى التونسية الشعبية التي تم تطعيمها بتوزيع “فيلاهموني” جيد ومتجدد.
لقد مكنت الإقامة الفنية التي كان الفضل فيها لمؤسسة العموري ، من توفير تبادل للخبرات بين الطلاب من فرنسا والطلاب التونسيين تحت إدارة المدير الموسيقي للمؤسسة، “لوران جوست”، وعازف الكمان التونسي “زياد زواري”، اللذين وفرا برنامج تعليم للموسيقى الغربية والموسيقى التونسية العربية و الأندلسية الكلاسيكية،تجلت خلال العرض الرائع ليلة أمس خاصة سواء في العزف أو صوت ” السوبرانو “.
وللإشارة فإن مؤسسة صدربعل تمكن الطلاب المختارون كل سنة من متابعة 5 دورات بيداغوجية متميزة، كل منها لمدة أسبوع وأجزاء من الشمال إلى جنوب تونس بين 15 سبتمبر و15 جوان . وفي أعقاب كل دورة يتم برمجة حفلة موسيقية مجانية داخل فضاء النزل المتحف لإبراز المواهب ومدى تحصيلهم من الدورة،حيث يتيح العرض الموسيقي إبراز القدرات والتفاعل على رسم المشاعر و العواطف الإنسانية في أجل مظاهرها.
عندما تتمايز “أوتار وأصوات من الشرق والغرب” في مؤسسة صدربعل

تونس. الكوتيديان-
ليس هينا استدامة مشروع ثقافي بالحجم الذي أقدمت عليه مؤسسة "أسدروبال " « hasrubal » بالمنطقة السياحية لياسمين الحمامات، فمثل هذه المشاريع غير النفعية تتطلب سعة أفق غير مألوفة ، كأصحاب البادرة ، لضمان استمراريتها وتواصلها ..